انتظارات شباب قبلّي من الثّورة

بقلم طه بن الطاهر ليس الفرق في حياة أي إنسان إلا بما أراده بين الألف والياء وليس الفرق بين من يصحى على أنغام الموسيقى و بين من يصحى على قنابل و صواريخ و نيران و بين من يصحى على صوت الآذان إلا على هدف يصحى عليه و ينام هدف واحد جمع في ما بينهم هدف حوله اليأس والقمع و القهر إلى بركان هائج
تدرمر نيرانه العدوان و يرعب انفجاره القهر و يحجب سحابه الظلم و الظلام و تنير نيرانه طريق كل من يسعى لبناء هذا البركان ...
الألف بدأت بزمن ليس بالبعيد.... بزمن انتشر فيه الطمع, الفقر, المصلحة و الفساد..... هنا تربى من لم يرضوا بزمنهم و واقعهم و أرادوا العزة و الكرامة ما بين الألف و الياء.
هم الثوار... و هم من أشعل نيران الثورة و منهم من كان حطبا لهذه الثورة و استطاعوا الإطاحة بحكم بن علي و بنوا على ذلك آمال كثيرة و أقام عليها إنتظارات عدة .
كل و متطلباته " تونس أحلى بعد الثورة " كلمة رددها كثير من التونسيين و غير التونسيين. هذا إذا افترضنا اننا بعد الثورة ... لا نستطيع أن نجزم أن الثورة اكتملت أو أنها ستكون ثورة ثانية لكن ليس معروفا ما إذا كان إرتفاع الاحتياجات بداية لحركة إجتماعية جديدة.
 البوعزيزي كان أول من أحرق نفسه لكنه ليس الأخير، هتفت لاجله سيدي بوزيد بصوت عال انتفضت لاجله بقية الولايات وعلى سبيل المثال أنه من المرجح أن ينبع من مناطق أخرى لتتعدد المطالب وتبقى الوسيلة نفسها" نبض الشارع" والآن نجد أن العلاقة بين السلطة والمناطق المهمشة مثل قبلي لم تتغير وفي هذا المعنى فان الثورة لم تنتهي بعد أو أنها لم تحصل عند بعض آخر فبعد كل ما قدمه الشباب من تضحيات اتفاجأ بسمعي أحد من شارك فيها يقول "يا جماعة يخي شنية الثورة ما فهمتش شنوا إلي لينا وشنوا إلي علينا زعمة غلطنا وقت إلي عملناها وإلي فرحة ما تمت "
هل هو حقا لا يفهم معناها أو أنه لم ينل ما أراده من تلك الثورة
الثورة التي علقت عليها كل آمال التونسيين متخرجين عملة و عاطلون عن العمل.
لكن عندما نجد الأشخاص الذين يمارسون العمل إذا كان بصفة وقتية أو غير لديهم انطباع بالإستياء .. فما بالك بالمعطلين عن العمل و الذين هاجروا بطريقة غير شرعية.
و الكل يعتقد أن الثورة جاءت لتصحيح هذه الأوضاع و آخرون أخذوا طريقا أسرع حسب اعتقادهم لتحسين أوضاعهم و ركبوا الموج الهائج .... و خاطروا بحياتهم للوصول إلى العالم الجميل الذي في خيالهم .. منهم من حقق حلمه و منهم من احتضنتهم الأمواج ليسكنوها و منهم عاد يجر أذيال الخيبة و ازداد الحال أكثر تأزما.
ليس من الطبيعي أن نقول أن الثورة لم تحصل أو أن هناك تفكير في ثورة أخرى بدليل أن النظام الطاغية أطيح به ونحن الآن في مرحلة شرعية لم تعهدها تونس منذ 50 سنة.

تعليقات

  1. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف
  2. اتمنى قراءة الكثير من المقالات الحماسية من هذا النوع لكن يا صديقي أكيد أن للحديث بقية فاتمنى أن تأتي بها فالقريب خاصةً أني أجزم أن لك قصة بعنوان "من الألف إلى الياء " مع التوفيق

    ردحذف
  3. chokran sadi9i bilel 3al mojamla w akid anna li7adith ba9iya .. w a3idek bma9alat o5ra a7san

    ردحذف
  4. afta7 groupe ritou fi 7yetiiiiiiiiiii

    ردحذف

إرسال تعليق

نكتب لنتواصل.. الرّجاء ترك تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شاهد أجمل باقة صور لمنطقة قصر غيلان

مخيم كشفي دراسي بجهة قبلي

سراب الهجرة الى روما