المعطلون عن العمل بقبلي، هل تحق لهم الحياة؟



بقلم:نسرين

اليوم تخرج ولاية قبلي عن صمتها, صمت كلفها عقودا من التهميش و النسيان و جعل منها ولاية تفتقر
لأبسط مقومات الحياة الكريمة رغم ماتوفره من مداخيل للدولة سواءً من ثرواتها الطبيعية أو من خلال
 إنتاجها لأجود أنواع التمور...
هذا و تعتبر اليوم أكبر مشاكل و مشاغل ولاية قبلي هي بطالة شبابها:
شباب تحدى كل الصعوبات ليحصل على الشهادات الجامعية على أمل أن يحظى يوما ما على الوظيفة
التي تليق بكل سنوات التعب و الدراسة ليتمكن من بناء حياته الخاصة وتعويض العائلة التي طالما
 ساندته و شاركته المصاعب.
لكن الواقع الأليم لهذه الجهة, يجعل من كل تلك الأحلام كابوسا يلاحق المتأملين بعمل و يفرض عليهم
 بقائهم عالة على أسرهم.
اليوم الشباب في ولاية قبلي أموات في أثواب أحياء، معضمهم خيْر الصمت، الهروب و النسيان ليستفيق
 و قد مضى العمر وهو في نفس المكان. و قلة قليلة من شباب آثر تحدي الصمت و الخروج للتعبير
 عن رفضه لوضع البطالة المفروض عليه نتيجة سنوات من الإقصاء و التهميش لتقابل مطالبه المشروعة
باستعمال القوة و الغاز المسيل للدموع.
يوم الخميس يقابل إحتجاج أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل في مقر الولاية بالترهيب و العنف.
وليلة الأمس يتعرض المحتجون بمعتمدية الفوار المطالبين بحقهم في العمل للعنف و الغاز المسيل للدموع.

فهل اليوم في ظل الثورة ثورة الشباب تمارس هذه اﻹعتداءات ضد شباب لم يطالب سوى بحقه في العمل؟
هل انعدمت كل أساليب الحوار و التواصل ليبادر المسؤولون بالعنف ضد شباب نفذ صبره و هو يطالب بالشغل ولم يعد يرى للمستقبل وجودا؟
وهل هناك مبرر لانسحاب الأمن من منطقة الفوار بعد ان احتدت الأوضاع و كثر التخريب أم أننا نرجع لممارسات خلناها مضت مع العهد السابق فإما أن يرجع الشباب للصمت أو ينسحاب الأمن؟

                            وإذا كان الشغل بالنسبة لهم الحياة فهل تحق لهم الحياة؟؟؟؟؟؟
                                            أو أن الحياة ليست لأبناء الجنوب...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شاهد أجمل باقة صور لمنطقة قصر غيلان

مخيم كشفي دراسي بجهة قبلي

سراب الهجرة الى روما