بقلم : سهيل التقينا به في ركن مظلم في أحد المقاهي الشعبية وقد انهكه التعب وأخذت منه السنون اجمل اللحظات حتى رسمت على وجهه صور المأساة اليومية والحزن الابدي ، اقتربنا منه وجلسنا بجواره وتجاذبنا أطراف الحديث، في البداية لم يكن متحمسا للحديث الينا ولكن بعد برهة عدل من موقفه ووافق أن يروي لنا حكايته مع الزمن والبطالة: قبل أن يشرع في سرد قصته تناول سيجارة كان قد تسولها من أحد ابناء الحي ، نظر اليها مليا وكأنه يغازلها أو يغني لها اغنية صامتة وحزينة ، ثم التفت الينا وانطلق في سرد حكايته : " نشأت في اسرة متواضعة، كان والدي يشقى ويتعب طول النهار من أجل ان يوفر لنا لقمة العيش , ومع كل اشراقة يوم جديد كان حلمي يكبر وكنت أنظر بشوق من نافذة التاريخ الى الآتي ، كطفل يداعب الزمان بلاقيد ولا ارتباك، كنت أنتظر كل صباح بزوغ الشمس وأنا أمني نفسي بأن يكون الحاضر أفضل من الماضي ، لكن للاسف لم أر من الشمس سوى حرقتها ولم أر من نورها الا اشعتها المميتة ، فقد ضاقت بيا سبل العيش حتى أضحيت عاجزا عن توفير حاجياتي ، ولعل اكبر كا...