دوز أرض اللقاء المتجدد
بقلم مصطفى, على بعد 30 كم من ولاية قبلي التي تقع في الجنوب الغربي للبلاد التونسية توجد
مدينة دوز التي تمثل فسحة صحراوية بأتم معنى الكلمة ، كثبان الرمال المترامية
والتزام أهلها بطبيعة العيش البدوي تذكر الزائرين بأن للصحراء وقع خاص وسحر فريد
لا مثيل له
. ودوز التي تعتبر من الناحية الجغرافية أول نقطة باتجاه الصحراء
الكبرى تشد الناظرين بجمالها الفريد الذي ينبع أولا من المشهد الطبيعي الجميل الذي
حبا به الخالق هذه المنطقة الجغرافية التي تجمع في لوحة غريبة وعجيبة بين امتداد
الصحراء و جمال الواحات وثانيا
من طبيعة العيش الخاصة التي لا يعرف سرها
إلا أهالي دوز . وعلى الرغم من غزو الحضارة
وتوغل العولمة بجميع أشكالها فأن أهالي المرازايق ما زالوا متشبثين بقيم
الصحراء التى عرفوها وخبروها حتى صارت جزاء منهم وفي هذا الصدد يقول الشاعر :
يا صحرتي جيتك جبدني
شوقي وماك تعرفي المرزوقي حب الجمل
تركن سكن في عروقي .
ولعل هذا البيت الشعري يعبر بصدق عن تعلق المرازيق ببيئتهم وبجذورهم
الصحراوية التي تعود حسب الرواية التاريخية إلى الغزو الهلالي وانتشار قبائل بني
هلال فوق أراضيها. وبالتالي فان دوز تجمع في الآن ذاته بين عراقة التاريخ وامتداد
الجغرافيا الصحراوية في تناغم قد لا نجد
مثله في باقي أرجاء المعمورة الأرضية .
ولعل هذه العوامل التاريخية
والجغرافية والطبيعية جعلت من سكان المنطقة يكرمون الصحراء على طريقتهم الخاصة ،
فقد جعلوا لها عرسا سنويا وموعدا متجددا في كل سنة للقاء والإحتفال بعيد الصحراء
في أبهى صورها وفي أروع مشاهدها ، وهذه السنة احتفلت الصحراء بعيدها عدد 44 في
ظروف استثنائية بكل المقاييس والمعايير
وذلك نظرا لطبيعة المرحلة التى تمر بها بلادنا بعد الثورة التونسية ,أيضا نظرا لأشراف هيئة شابة قد تعوزها في بعض المراحل الحنكة والخبرة
اللازمة في تسيير مثل هذه المناسبات الهامة .
وعلى الرغم من سعي الهيئة المديرة إلى
الإلمام بكل مراحل المهرجان سواء من ناحية العروض الفرجوية التى تدور أحداثها في ساحة حنيش أو من ناحية العروض
الفلكلورية والموسيقية والعكاظيات الشعرية فأن هذه الدورة عرفت حدثا غريبا يحدث لأول مرة هو إلغاء اليوم الإختتامي في ظروف غامضة
وهو ما أدى إلى اضطراب كبير في
حركة الزوار والحاضرين .
ولكن على الرغم من ذلك تبقى
دوز أرض الميعاد المتجدد لعرس الصحراء ويبقى المرازيق أوفياء
لجذورهم البدوية ولطبيعة عيشهم الصحراوية .
تعليقات
إرسال تعليق
نكتب لنتواصل.. الرّجاء ترك تعليق