ماذا ينقص ولاية قبلي حتى تنعم بثمار التنمية الحقيقية؟



بقلم: نوفل
 نحن نريد تنمية حقيقية بقبلي 


إن المتأمل في أوضاع ولاية قبلي وفي شؤونها الداخلية يقف عند مجموعة من المتناقضات الغريبة، فولاية قبلي من جهة تساهم بقسط مهم في الإقتصاد الوطني سواء من خلال انتاجها السنوي من التمور أو أيضا من خلال العملة الصعبة التي يدرها أبناء الجهة العاملين بالخارج وعددهم كبير,، ولكن في المقابل فنصيب الولاية من التنمية الجهوية محدود حتى لا نقل معدوما أو غير موجود. من ناحية أخرى فعدد رؤوس الأموال الموجودين بالجهة محترم ولكن المشاريع المنجزة بالجهة غير موجودة ذلك أن أغلب المستثمرين من ابناء الجهة يفضلون إنجاز مشاريعهم  في ولايات أخرى على إنجازها في ولايتهم التي تبقى بحاجة إلى استثماراتهم. وإذا تطرقنا للموضوع من زاوية أخرى فسنلاحظ بأن عدد المعطلين عن العمل في الولاية  كبير غير أن نسبة التشغيل تبقى محدودة جدا. كل هذه الأمور تجعلنا نطرح  السؤال التالي : ماذا ينقص ولاية قبلي حتى تنعم بثمار التنمية الحقيقية؟
 إن الإجابة على هذا السؤال توجد في ثنايا تلك المتناقضات التي تحدثنا عنها سابقا، نعم  فولاية قبلي بإمكانها أن تنعم بثمار تنمية حقيقية تليق بها كولاية مساهمة بقسط كبير في الإقتصاد الوطني ، ولكن ذلك لن يحصل في ظل تباعد الرؤى بين الطبقة المثقفة القادرة عن التفكير السليم وأصحاب الأموال المنكمشين عن أموالهم وباقي فئات المجتمع الذين ينظرون للاسف للاوضاع نظرة المتفرج السلبي وبطبيعة الحال لابد كذلك من تواجد نظرة إستراتيجية حقيقية تنطلق من الموجود لرسم خارطة متميزة للمنشود، وهنا نتحدث عن المسؤولين الجهويين المطالبين بتقديم خطط عمل واضحة بعيدة عن الأرقام التي لا تغني ولا تسمن من جوع، فكم من مشروع تم إنجازه فقط ليتباهى به احد المسؤولين أو لذر الرماد في عيون متساكني اهالي الجهة، نحن بحاجة لمشاريع حقيقية بعيدة عن الإصلاحات السطحية للطرقات أو آليات التشغيل الوقتية، نحن بحاجة لنظرة ثاقبة ومتأنية تنطلق من خصوصية الجهة ومن حقها في التنمية وتبدأ من إنجاز تقدير علمي وصحيح لثرواتنا ومن إعادة تنظيمها في سياق وفي منوال تنموي حقيقي.
وهنا أجد نفسي مضطرا أيضا للحديث عن ابناء الجهة الحقيقيون الذين يتألمون لآلام أهالها ويبكون لمعاناة شبابها، أرجوكم كفانا استقالة ولنكن هذه المرة نحن اللاعبين الحقيقيين فقد مللنا دور المتفرج السلبي، لنبني معا ولايتنا ولنكن يدا واحدة حتى  لا تحاسبنا الأجيال القادمة عن تخاذلنا. مثلما يفعل الكثيرين من أبناء الجهة اليوم.
إن رسم منوال تنموي في ولاية قبلي ليس بالأمر الصعب ولكن فقط يحتاج للإرادة الجماعية التي تمثل المفتاح لمستقبل أفضل .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شاهد أجمل باقة صور لمنطقة قصر غيلان

مخيم كشفي دراسي بجهة قبلي

سراب الهجرة الى روما